22‏/07‏/2010

بابها المغلق


هي تحكم أبوابها جيدا .. و تقبض على المفتاح في تحفز
حتى لا يتسرب شئ أبدا إلى أعماقها ! .. الدرس كان صعبا .. و لن تكرره مرة أخرى
يراها .. تسحق الأمل في إصرار ..
 يتأمل أبوابها المغلقة , و يكاد يتسرب إليه اليأس .. و لكنه لا ينوي الرحيل .. حاول و لم يفلح .. كلما هم أن يبتعد غاضبا .. شعر بصدره يضيق .. عالمه ينكمش .. حتى لا يكاد يتسع له !.. دائما يعود ليجلس على عتبة بابها الصغيرة .. فتهدأ نبضات قلبه.. يهدأ كيانه .. و ينتظر
أهو  انتظار؟ .. يعرف انه هكذا يبدو.. و يري الاشفاق في عيون الجميع
  و لكنه  لا يرتاح إلا هناك
عند بابها   ..
يستند إليه .. يغلق عينيه في صمت .. و لا يريد شئ أخر !
يتجول في حديقتها  بين الحين و الحين .. مسرورا .. و لا يريد شيئا أخر
 كلما نظرت متوجسة من خلف نافذتها .. لوح بيده لها في بساطة
يكاد يثير جنونها .. و لكنه حقا لا يتعمد ذلك
تتأمل تلك الأشياء  التي يزرعها في حديقتها .. بل و تشرد فيها أحيانا دون أن تدري .. و تتساءل أحقا يعرف ألوانها المفضلة .. أم هي مصادفة ؟
تتأمل جلسته .. مغمض العينين .. و كأنه اكتشف سر الكون .. و لا يعنيه العالم
مرتاحا .. راضيا .. تتمني أن تشعر بمثل هذه الراحة
تتمنى أن تخترق عقله لعلها تعرف من أين يستلهم هذا السكينة ؟
تكاد تقسم أنه يراها .. و هو مغمض العينين .. تثقب ظهره بنظرتها الحائرة .. و إلا لم يبتسم هكذا كالأب الذي عرف مخبأ إبنته ..  فيبتسم لسذاجتها .. و يجاريها في لعبها
هي حقا لا تفهمه
لا تفهم تعبير وجهه الهادئ كلما ألقت حجرا أخر من كلماتها ؟
لا تفهم لم تحنو عينيه هكذا على وجهها الحاد ؟
هي لا تعلم أنها لن تستطيع ان تبقيه بعيدا .. ليس فقط لأنه لن يذهب ! .. و لكن لأن كل شئ بداخلها يألفه ..
لأنه يملك أن يدخل .. وقتما أراد .. و سيطيعه بابها المحكم .. كجروٍ وفي
و لكنه يختار أن ينتظر .. إلى ان تمتد يدها إلى مقبض الباب و تدعوه للدخول
لا يريد أن يقتحمها ..
 حتى و ان لم يملك خيارا أخر .. لن يفعل
هي خائفة بما يكفي .. هي ترتعش بما يكفي .. حتى بابها يرتعش أحيانا !
لم يخيفها أكثر ؟
سينتظر .. و يثق أنه يوما ما .. ستهدأ  و ترتخي قبضتها حول المفتاح ..
ستطل بحذر من خلف بابها .. كالشمس في يوم ماطر
ستترك له يديها .. يجذبها بهدوء لتجلس بجانبه
و تتسع ابتسامته .. حينما يتعرف على ملمس يديها .. كما تخيله دائما
 ربما تطمئن أكثر و تلقي برأسها الحائر على كتفه ..  فيشرب هانئا من أنفاسها .. و صوتها .. و ذبذبات روحها
ان كان ثمن هذه اللحظة انتظارا .. فما أزهده !
تستحق الانتظار ! .. لم يريد العالم منه تفسيرا أخر ؟ .. هي فقط تستحق الانتظار
هي .. و لا أحد غيرها

25-6-2010
Noura S

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق